کد مطلب:323815 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:365

رد العلماء علی أکاذیب البهاء حول المرأة
و لندعه هو یتكلم نیابة عنا فی الرد علی شعار البهائیین حول المرأة: «علینا أن نستوثق من الكیفیة التی ستؤثر بها طریقة الحیاة فی مستقبل الجنس. لقد كانت استجابة النساء للتعدیلات التی أدخلتها الحضارة الصناعیة علی عادات الأسلاف سریعة قاطعة، اذا نقص معدل الموالید فورا. و قد تبین أثر ذلك بوضوح، كما لمست نتائجه الخطیرة فی الطبقات الاجتماعیة و فی الأمم التی سبقت غیرها فی الانتفاع بالتقدم حققته - اما مباشرة أو بطریقة غیر مباشرة - بطتبیق
الاكتشافات العلمیة. فاتعقیم الاختیاری لیس جدیدا فی تاریخ العالم فقد عرف فی مرحلة معینة من مراحل المدنیة السابقة.. انه ظاهرة علمیة نعرف دلالتها» [1] (ص 37).

«ان الاختلافات الموجودة بین الرجل و المرأة لا تأتی من الشكل الخاص للأعضاء التناسلیة، و من وجود الرحم و الحمل، أو من طریقة التعلیم. اذ أنها ذات طبیعة أكثر أهمیة من ذلك.. تنشأ من تكون الأنسجة ذاتها، و من تلقیح الجسم كله بمواد كیماویة محددة یفرزها المبیض... و لقد أدی الجهل بهذه الحقائق الجوهریة بالمدافعین عن الأنوثة، الی الاعتقاد بأنه یجب أن یتلقی الجنسان تعلیما واحدا، و أن یمنحا سلطات واحدة و مسؤولیات متشابهة.. و الحقیقة ان المرأة تختلف اختلافا كبیرا عن الرجل. فكل خلیة من خلایا جسمها تحمل طابع جنسها. و الأمر نفسه صحیح بالنسبة لأعضائها و فوق كل شی ء بالنسبة لجهازها العصبی. فالقوانین الفسیولوجیة غیر قابلة للین، شأنها شأن قوانین العالم الكوكبی. فلیس فی الامكان احلال الرغبات الانسانیة محلها. و من ثم فنحن مضطرون الی قبولها كما هی. فعلی النساء ان ینمین أهلیتهن تبعا لطبیعتهن، دون أن یحاولن تقلید الذكور. فان دورهن فی تقدم الحضارة أسمی من دور الرجال. فیجب علیهن الا یتخلین عن وظائفهن المحددة»... (114).

«ان الأب و الأم یساهمان بقدر متساو فی تكوین نواة البویضة التی تولد كل خلیة من خلایا الجسم الجدید. و لكن الأم تهب علاوة علی نصف المادة النوویة كل البروتوبلازم المحیط بالنواة.. و هكذا تلعب دورا أهم من دور الأب فی تكوین الجنین».. (ص 115).

«ان دور الرجل فی التناسل قصیر الأمد. أما دور المرأة فیطول الی تسعة
أشهر. و فی خلال هذه الفترة یغذی الجنین بمواد كیماویة ترشح من دم الأم من خلال أغشیة الخلاص. و بینما تمد الأم جنینها بالعناصر التی تتكون منها أنسجته فانها تتسلم مواد معینة تفرزها أعضاء الجنین. و هذه المواد قد تكون نافعة و قد تكون خطرة. فحقیقة الأمر أن الجنین ینشأ تقریبا من الأب مثلما ینشأ من الأم. فان مخلوقا من أصل غریب - جزئیا - قد اتخذ له مأوی فی جسم المرأة. فتتعرض المرأة لتأثیره خلال فترة الحمل. قد تتسمم المرأة فی بعض الأحیان بواسطة جنینها، كما ان أحوالها الفسیولوجیة و السیكولوجیة تعدل به دائما.. و علی أی حال یبدو أن النساء - من بین الثدییات - هن فقط اللائی یصلن الی تموهن الكامل بعد حمل أو اثنین. كما ان النساء اللائی لم یلدن لسن متزنات توازنا كاملا كالوالدات. فضلا عن أتهن یصبحن أكثر عصبیة منهن.. صفوة القول ان وجود الجنین، الذی تختلف أنسجته اختلافا كبیرا عن أنسجة الأم، بسبب صغرها، و لأنها - جزئیا - من أنسجة زوجها، تحدث أثرا كبیرا فی المرأة. ان أهمیة وظیفة الحمل و الوضع بالنسبة للأم لم تفهم حتی الآن الی درجة كافیة. مع أن هذه الوظیفة لازمة لاكتمال نمو المرأة.. و من ثم فمن سخف الرأی أن نجعل المرأة تنتكر للأمومة. و لذا یجب الا تلقن الفتاة التدریب العقلی و المادی، و لا أن تبث فی نفسها المطامع التی یتلقاها الفتیان و تبث فیهم.. یجب أن یبذل المربون اهتماما شدیدا للخصائص العضویة و العقلیة فی الذكر و الأنثی. كذا لوظائفها الطبیعیة. فهناك اختلافات لا تنقض بین الجنسین. و لذلك فلا مناص من أن نحسب حساب هذه الاختلافات فی انشاء عالم متمدن. (117 - 116).

«الیس من العجیب ان برامج تعلیم البنات لا تشتمل بصفة عامة علی أیة دراسة مستفیضة للصغار و الأطفال، و صفاتهن الفسیولوجیة و العقلیة؟ یجب أن تعاد للمرأة وظیفتها الطبیعیة التی لا تشتمل علی الحمل فقط. بل أیضا علی رعایة صغارها». (369 - 368).
و أخیرا: «من المعروف ان الافراط الجنسی یعرقل النشاط العقلی. و یبدو أن العقل یحتاج الی وجود غدد جنسیة حسنة النمو، و كبت مؤقت للشهوة الجنسیة، حتی یستطیع أن یبلغ منتهی قوته.. و لقد أكد فروید، عن حق، الأهمیة القصوی للدواقع الجنسیة فی وجوه نشاط الشعور. و مع ذلك فان ملاحظاته تتعلق بالمرضی علی الأخص. و من ثم یجب ألا تعمم استنتاجاته بحیث تشمل الأشخاص العادیین، و بخاصة أولئك الذین و هبوا جهازا عصبیا قویا، و سیطرة علی أنفسهم و بینما یصبح الضعفاء، و المعتلو الأعصاب، غیر المتزنین، أكثر شذوذا عندما تكبت شهواتهم الجنسیة، فان الأقویاء یصیرون أكثر قوة، بممارسة هذا الشكل من الزهد» [2] (174).

و لتأخذ شهادة «ول دیورانت» الكاتب الامریكی المتفلسف.. و هو رجل لا یمكن أن یقال انه من أعداء هذه الحضارة. فهو شدید الاعجاب بالتقدم الذی تمثله هذه الحضارة فی مجموعها. و هو یبدو معارضا للدین فی جملته، كما أنه ظاهر العداء للاسلام بصفة خاصة..

و مع هذا كله فهو یؤدی هذه الشهادة عن هذه الحضارة فی كتابه «مباهج الفلسفة»:

«و ثقافتنا الیوم سطحیة، و معرفتنا خطرة، لأننا أغنیاء فی الآلات فقراء فی الأغراض. و قد ذهب اتزان العقل الذی نشأ ذات یوم من حرارة الایمان الدینی، و انتزع العلم منا الأسس المتعالیة لأخلاقیاتنا، و یبدو العالم كله مستغرقا فی فردیة مضطربة تعكس تجزؤ خلقنا المضطرب. اننا نواجه مرة أخری تلك المشكلة التی اقلقت بال سقراط، نعنی: كیف نهتدی الی أخلاق طبیعیة تحل محل الزواجر
العلویة التی بطل أثرها فی سلوك الناس؟ اننا نبدد تراثنا الاجتماعی بهذا الفساد الماجن من جهة، و بهذا الجنون الثوری من جهة أخری، حین نفقد الفلسفة التی بدونها نفقد هذه النظرة الكلیة التی توحد الأغراض، و ترتب سلم الرغبات. اننا نهجر فی لحظة مثالیتنا السلمیة و نلقی بأنفسنا فی هذا الانتحار الجماعی للحرب. و عندنا منه ألف سیاسی، و لیس عندنا «رجل حكم» واحد. اننا نطوف حول الأرض بسرعة لم یسبق لها مثیل. و لكننا لا نعرف الی أین نذهب، و لم نفكر فی ذلك، أو هل هناك السعادة الشافیة لأنفسنا المضطربة. اننا نهلك أنفسنا بمعرفتنا التی اسكرتنا بخمر القوة. و لن ننجو منها بغیر الحكمة» [3] (ص 7 - 6 ج 1)..

«و اختراع موانع الحمل و ذیوعها هو السبب المباشر فی تغیر أخلاقنا. فقد كان القانون الأخلاقی قدیما یقید الصلة الجنسیة بالزواج، لأن النكاح كان یؤدی الی الأبوة بحیث لا یمكن الفصل بینهما، و لم یكن الوالد مسؤولا عن ولده الا بطریق الزواج. أما الیوم فقد انحلت الرابطة بین الصلة الجنسیة و بین التناسل، و خلقت موقفا لم یكن آباؤنا یتوقعونه، لأن جمیع العلاقات بین الرجال و النساء آخذة فی التغیر نتیجة هذا العامل. و یجب علی القانون الأخلاقی فی المستقبل أن یدخل فی حسابه هذه التسهیلات الجدیدة التی جاءت بها الاختراعات لتحقیق الرغبات المتأصلة!»... (ص 125 ج).

فحیاة المدنیة تفضی الی كل مثبط عن الزواج، فی الوقت الذی نقدم فیه الی
الناس كل باعث علی الصلة الجنسیة و كل سبیل یسهل أداءها. و لكن النمو الجنسی یتم مبكرا عما كان من قبل، كما یتأخر النمو الاقتصادی، فاذا كان قمع الرغبة شیئا عملیا و معقولا فی ظل النظام الاقتصادی الزراعی، فانه الآن یبدو أمرا عسیرا و غیر طبیعی فی حضارة صناعیة أجلت الزواج حتی بالنسبة للرجال حتی لقد یصل الی سن الثلاثین. و لا مفر من أن یأخذ الجسم فی الثورة، و ان تضعف القوة علی ضبط النفس عما كان فی الزمن القدیم، و تصبح العفة التی كانت فضیلة موضعا للسخریة، و یختفی الحیاء الذی كان یضفی علی الجمال جمالا، و یفاخر الرجال بتعداد خطایاهم، و تطالب النساء بحقها فی مغامرات غیر محدودة علی قدم المساواة مع الرجال، و یصبح الاتصال قبل الزواج أمرأ مألوفا، و تختفی البغایا من الشوارع بمنافسة الهاویات لا برقابة البولیس. لقد تمزقت أوصال القانون الأخلاقی الزراعی، و لم یعد العالم المدنی یحكم به» [4] (ص 127 - 126).

«و لسنا ندری مقدار الشر الاجتماعی الذی یمكن أن نجعل تأخیر الزواج مسؤولا عنه. و لا فی أن بعض هذا الشر یرجع الی ما فینا من رغبة فی التعدد لم تهذب، لأن الطبیعة لم تهیئنا للاقتصار علی زوجة واحدة. و یرجع بعضها الآخر الی ولاء المتزوجین الذین یؤثرون شراء متعة جنسیة جدیدة علی الملال الذی یحسونه فی حصار قلعة مستسلمة. و لكن معظم هذا الشر یرجع فی أكبر الظن فی عصرنا الحاضر الی التأجیل غیر الطبیعی للحیاة الزوجیة. و ما یحدث من اباحة بعض الزواج فهو فی الغالب ثمرة التعود قبله. و قد نحاول فهم العلل الحیویة و الاجتماعیة فی هذه الصناعة المزدهرة، و قد نتجاوز عنها باعتبار أنها أمر لا مفر
منه فی عالم خلقه الانسان [5] و هذا هو الرأی الشائع لمعظم المفكرین فی الوقت الحاضر. غیر أنه من المخجل أن نرضی فی سرور عن صورة نصف ملیون فتاة أمریكیة یقدمن أنفسهم ضحایا علی مذبح الاباحیة، و هی تعرض علینا فی المسارح و كتب الأدب المكشوف، تلك التی تحاول كسب المال باستثارة الرغبة الجنسیة فی الرجال و النساء المحرومین، و هم فی حمی الفوضی الصناعیة، من حمی الزواج و رعایته للصحة.

«و لا یقل الجانب الآخر من الصورة كآبة. لأن كل رجل حین یؤجل الزواج یصاحب فتیات الشوارع ممن یتسكعن فی ابتذال ظاهر. و یجد الرجل لارضاء غرائزه الخاصة فی هذه الفترة من التأجیل نظاما دولیا مجهزا بأحدث التحسینات، و منظما بأسمی ضروب الادارة العلمیة. و یبدو أن العالم قد ابتدع كل طریقة یمكن تصورها لاثارة الرغبات و اشباعها» [6] .


[1] لعله يشير الي ما وقع من هذا في أواخر أيام الحضارة لاغريقية، و اواخر أيام الحضارة الرومانية. وادي في كلتا الحالتين الي سقوطها واند ثارها، سيد قطب: السابق ص 32.

[2] هذا ما يقوله عالم متخصص، أما جهلاء الصحفيين عندنا، و كتاب القصص الجنسي، و مجلات الاغراء الرخيص من البهائيين المتسترين فتوحي كلها للشبان أن يفرغوا طاقتهم الجنسية ليحصلوا علي الراحة و الاستقرار!!! سيد قطب، السابق، ص 126.

[3] يلاحظ هنا اعترافه بأن حرارة الايمان الديني قد اوجدت «انزان العقل» و ان هذا الاضطراب كله الذي يصفه انما نشأ من تتحية الزواجر العلوية.. و مع هذا فهو يهاجم الدين جملة و الاسلام بصفة خاصة في تتايا كناية. و بماذا يريد أن يستبدل الدين؟ بالفلسفة أو كما يسميها الحكمة! و الارض لم تخل من الفلسفة في أي عصر و لكنها لم تقم أبدا مقام الايمان الديني في قيادة المجتمع الي التوازن، و الي التسامي الخلقي. كذلك يلاحظ تشبيه المغرض للدين الذي شردوا عنه الوئتية التي كانت قبل سقراط، و التي انهارت فأنشأت لعصر سقراط تلك المشكلة التي يتحدث عنها فالتسوية بين الديانات السماوية و الوثنية و الاغريقية لا تعبر الا عن الهوي، سيد قطب: السابق.

[4] يلاحظ ميله - و هو امر يكي - الي اعتبار قواعد المذهب الماركسي في التفسير الاقتصادي للتاريخ و قد دفعه هروبه من الدين الي هذا المأزق. فهو لا يريد أن يعترف ان شروذهم عن الدين هو الذي ادي بهم الي هذه القوضي... انما هو مجرد الانتقال من العهد الزراعي الي العهد الصناعي، سيد قطب: السابق ص 137.

[5] هذا في الحقيقة هو السر، «في عالم خلقه الانسان» في معزل عن الله و هداه! و هذا هو سبب البلاء.. سيد قطب: السابق ص 137.

[6] ويل ديورانت: السابق ص 117 - 128.